مروان قلبُ رجل في الرابعة من عمره بقلم د.هبه حداد



قامت المراسلة الدولية لـشبكة الأخبار CNN "هالة غوراني" بنشر قصة ربما ستكون أكثر قصص الحرب بسوريا تأثيراً ومدعاة للشفقة, والتي انتشرت على جميع قنوات الأخبار العالمية. حيث عثُر فريق من العمل الإغاثي التابع للأمم المتحدة على طفلاً في الرابعة من عمره يعبر الصحراء بين سوريا والأردن وحيداً بعدما انفصل عن أهله الفارين من البلاد عبر الحدود , حاملاً ممتلكاته الوحيدة بالعالم في كيس كبير من البلاسيتك!! 

المصدر: http://www.policymic.com/articles/82527/stunning-viral-photo-shows-4-year-old-boy-fleeing-syria-and-crossing-desert-alone

تحليل: قصة مروان جعلتني أتذكر رواية "حب في بلاد ممزقة" للكاتبة الأمريكية "جين ساسون" والتي وثقت قصة حب بين فتاة ذات اصول عرقية- كردية و أحد قادة النضال الكردي المسلح ضد الديكتاتور العراقي صدام حسين, والمعروفين بأسم مناضلي البشمركة في شمال العراق وقت الحرب العراقية-الإيرانية , وفيها جاء على لسان البطلة, أنه في خضم القصف المتكرر  لمنازلهم من قبل قوات صدام, سواء بقذائف الطائرات أو القنابل الكيماوية , كانت النساء في بحثهم عن ملجأ للأحتماء بين الجبال الوعرة تضطر أن تترك بعض أبنائها وراءها لتنجو بنفسها هي وبعض آخر من بقيتهم ربما غير قادرين على المشي أو الركض!! وبعضهم كان يتفرق عن أهله بين الجبال في تدافع الناس للبحث عن ملاجيء أسمنتية ضد القصف !! لكن في قصة مروان التي حتما ستكون مادة لعمل درامي يؤصل ماهية الصراع الديكتاتوري في سوريا ضد الشعب الذي تم تشريده لدرجة تدفع أهل مروان ربما , وأقول ربما, للتخلي عنه في الصحراء الفاصلة بين سوريا والآردن في رحلة هروبهم من ويلات النظام الفاشي وشبيحته من جانب و الجماعات الجهادية المتناحرة من جانب آخر!! لكن مراون , لم ينفقُ كما حدث لملايين من الأطفال الأكراد في شمال العراق , فوجده طاقم الإغاثة التابع للأمم المتحدة ثابتا يمشي بلا هوادة حاملا كيسه الذي يصل لمنتصف قامته منطلقا بعناية الله لا أول ولا آخر !! أجيال كمروان, أطفال بقلوب الرجال, ربما ستعيش يوما لتوثق ما حاق بها من ظلم و استبداد وما لحق بهم وبذويهم من خبرات ربما فاقت في فلسفتها أعتى الملاحم الدرامية!!
لحسن الحظ، فإن هذا الحادث له نهاية سعيدة, فلقد قام طاقم الإغاثة بمساعدة مروان في البحث عن أسرته و وجدوهم لاحقا. لكن أزمة اللاجئين في البلدان المجاورة هي الأسؤ من أي وقت مضى، فمروان وعائلته يواجهون في أحسن الأحوال مستقبلا غامضا في منطقة خطرة حتى بعد الهروب من حمام الدم في سوريا.

و وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين، نجد أن حوالي 2488533 شخصا قد فروا عبر الحدود منهم ما يقرب من 2440514 مسجلين فقط ، في حين ينتظر 48019 حالة التسجيل. و ارتفع عدد اللاجئين بشكل كبير بالعام المنصرم 2013 و لا تُظهر أي علامات تدعو للتفاؤل عن تباطؤ وتيرة الهجرة الجماعية أو قل الفرار الجماعي. وفي الوقت نفسه، تستمر وتيرة الدمار والموت اليوميين على الرغم من مؤتمر جنيف 2 والذي يسعى لإيجاد حل للصراع الدائر بين قوات النظام الأسدي الفاشي والثوار.


Sharing Widget byBloggerAdsenSeO

0 التعليقات: