حول مجزرة حماة ترجمة د.هبة حداد



بعد اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية و الثوار من الإخوان المسلمين في عدة بؤر للتوتر في العام 1982، أمر الرئيس حافظ الأسد قواته إلى المدينة المضطربة حماة. ولمدة ثلاثة أسابيع متواصلة قصفت الدبابات والطائرات السورية مدينة حماة في حين قام الجنود جوا محمولين بالطائرات العمودية بالأنزال بالمدينة و تفتيش المنازل بحثا عن الثوار والقيام بعمليات إعدام ميدانية . التقديرات الإجمالية لعدد المدنيين الذين لقوا حتفهم في نطاق أعمال التقتيل والقصف و الحصار على نطاق واسع تقدر بين 10،000 و 45،000 مدني!!


وقامت أمريكية من أصول سورية تُدعى "رنا الحموي" لعائلتها جذور بمدينة حماة مؤخرا بسرد القصص التي تناقلها أفراد عائلتها الذين فروا من المذبحة وألتجأوا لمنزل أبيها بالعاصمة "دمشق". حيث تقول رنا الحموي : " كان عمري 16 عاما وقتئذ وكنت مثل الجميع نسمع تلك القصص المرعبة التي نقلها الفارون من المذبحة, وبأمكانني أن أدون كتب من تلك القصص والشهادات التي تلوها , والتي عشت مثقلة بها وكأن سحابة سوداء تصحبني أينما توجهت" !! 

يوم 2 فبراير الذي يصادف الذكرى الثلاثين لمذبحة حماة ليس بأستطاعته أن يصف قدر المجهودات التي يبذلها نشطاء حقوق الإنسان لإنهاء حكم سلالة الأسد المستمر لأكثر من 40 عاما. وإلي الوقت الذي أدلت فيه رنا الحموي شهادتها عن مذبحة حماة 1982 في وقت سابق من هذا الأسبوع، كانت لا تزال دبابات النظام السورية في خضم قصف آخر على حماة ، في محاولة لقمع 10 أشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة و اشتباكات متكررة على نحو متزايد بين وحدات شكلت مؤخرا من المنشقين عن الجيش الأسد من جانب و تلك المكونة من قوات الأمن النظامية وميليشيات الشبيحة اللعينة التي ماتزال موالية للنظام من جهة أخرى.

حماة مدينة يسكنها حوالي 700،000 نسمة ، وهي مدينة قديمة ومزدهرة مع وجود عدد كبير من السكان من المسلمين السنة المحافظين. في العام 1982 قام العديد من سكان حماة بمعارضة سياسات نظام الأسد وما يسمى بالقومية الأشتراكية. وتذكر بعض التقارير عن دونت عن المذبحة أن حافظ الأسد أصدر أوامره لأخيه رفعت الأسد والذي كان مديرا للقوات الخاصة, بتوجيه حملة للقضاء على الثوار من جامعة الأخوان المسلمين في حماة. وتم توجيه نداءات عبر الراديو تحذر تحث قاطني حماة على ضرورة تركها خلال 24 ساعة وإلا سيتم اعتبارهم من المتمردين. 

واضافت رنا الحموي " إن تلك التحذيرات لم تٌطلق إلا بعدما تمت محاصرة المدينة بشكل محكم بالفعل من قبل الدبابات, وبدأوا في جنح الليل بإنزال الجنود داخل المدينة منقولين بالمروحيات, وعندما استيقظ الناس باليوم التالي كان القصف قد بدأ بالفعل". وأضافت الشاهدة "أن سيدة مسنة كانت ثرية جدا تعيش مع ولدها بمنزل كبير يشبه القصر , فدخل عليهما الجنود و نهبوا كل شيء , ثم سكبوا الغاز عليهما و احرقوهما والمنزل سويا! لقد احرقوهما وهما على قيد الحياة , حيث كانت السيدة 80 عاما وابنها 60 عاما"!! 

واضافت "وكان في الحي نفسه اثنين من المباني الكبيرة المملوكة لعائلة تعمل في مجال تقطيع الأخشاب, تم أخذ جميع أفراد الأسرة الذين كانوا يعيشون بمقربة من بعضهم, الأعمام و العمات و حتى الأطفال, وأطلقوا النار عليهم جميعا, فقتل حوالي 25 منهم, واحرقوا مخازن الخشب بوكالتهم التجارية ! " وأضافت "رنا الحموي" " كانت هناك سيدة من أفراد عائلتي رفضت أن تترك بيتها , فداهمها الجنود و قاموا بسرقة كل متاع المنزل , وقطعوا يدها المملؤة بالمصاغ وتركوها لتنزف حتى الموت, ولم يعلم احد بوفاتها إلا بعدما هدأت الأوضاع بعد 4 أسابيع حيث وجدت



رنا الحموي والتي تعمل حاليا معلمة مدرسية وتعيش بالولايات المتحدة, أشارت في مقابلة لها بوقت سابق هذا الأسبوع إلى بعض الأحداث التي عرفتها منهم أقاربها الفارين من حماة في أعقاب ما أصبح يعرف باسم مذبحة حماة عام 1982. ولقد رفضت الأفصاح عن أسمها الحقيقي خوفا على سلامة افراد عائلتها التي لازالوا يعيشون بمدينة حماة , بالرغم من قيام الثورة , حتى لا تتربص بهم قوات بشار الأسد ويقعوا فريسة التعذيب والتنكيل !!!

شهادة روبرت فيسك على مذبحة حماة 1982 






Sharing Widget byBloggerAdsenSeO

0 التعليقات: