أفلا يتدبرون القرأن

كفايه تضليل يا إعلام عميل: أفلا يتدبرون القرأن


موضوعنا اليوم عن التدبر والتفكر في خلق الله


نبدأ بمقدمة عن التدبر ثم بعد ذلك فيديو قصير أنصح الجميع برؤيته و تشييره و جزاكم الله خيرا 

إن التدبر والتأمل في مخلوقات الله من العبادات العظيمة التي يؤجر عليها المسلم ويزداد بها أيمانا , وتعرفه بربه وتجعل في قلبه تعظيما ومهابة له , فكلما نظر وتبصر في عظمة خلق السموات والأرض ونظر إلى سعة و قوة هذه المخلوقات عرف أن وراء هذه المخلوقات خالق عظيم , فإذا نظر إلى الجبال والسهول والأودية وإلى الأنهار وهي تجري بالماء أزداد إيمانه وهلل وسبح وكبر بقدرة الله العظيمة , يقول الله تعالى (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا (27), رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) النازعات , فهنا يشير ربنا سبحانه وتعالى إلى أن يتدبر الإنسان إلى ما أوجد الله له من نعم يراها , فهذه السماء فوقنا نبصرها كل يوم وليلة ونرى عظمة امتدادها في الأفق وعلو ارتفاعها في الفضاء وقوة بنيانها فلا تتصدع ولا تنهار على الأرض بل هي سقف للكون تحفظه من الزوال إلى أن يشاء الله ثم يطويها متى شاء طي السجل للكتب .

و على المتدبر أن يتأمل هذه الأرض التي عليها حياته ومعاشه كيف أن الله خلقها فجعلها مكورة وثبتها بالجبال وأرساها حتى لا تضطرب , ويسر سبلها لينتشر فيها الخلق ويبتغي من فضله ويتأمل في كل آية يراها ويتعظ , وعليه أن يرى كيف أنبت الله فيها من كل زوج بهيج , وليرى كيف أن الله أحاط بالأرض البحار وأجرى بين سهولها الأنهار ليشربوا منها ماء عذبا ويسقوا ثمارهم وأنعامهم , ألا تكفي هذه الأمور لأن يتدبرها من كان عنده عقل رشيد فيهتدي لخالقه ويعبده ولا يشرك به شيئا .

إن إبراهيم الخليل عليه السلام كان شابا صغيرا يافعا نقي القلب صافي الفطرة نشأ بين أقوام انتكست فيه عقولهم واختلت في أنفسهم فطرهم , فصاروا يعبدون الأصنام من دون الله , فحتى أبوه الذي نشأ في بيته كان على عبادة الأصنام , فحبب الله إلى إبراهيم في بداية الأمر إلى التأمل في السماء وزينتها والنظر في الكواكب و النجوم وسحر جمالها , فكان يراقب شروقها ومغيبها, حتى تبين له أن هذا الكون الفسيح له خالق جليل ولم يأتي هكذا عبثا , وهذا كله كان قبل أن يبعث فقادته فطرته النقية إلى التأمل في أسرار هذا الكون ومعرفة الله عبر النظر في آيات الله والتفكر فيها , قال الله تعالى ( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ) الأنعام (78) , فكان تأمل إبراهيم في تلك الآيات من قريب وهو في قريته من غير أن يجهد نفسه بعيدا , فكيف بمن يجتاز القرى والفيافي ويطوف الأرض ويتجول في سهولها ويهبط أوديتها ويخيم في أدغالها ويصعد إلى رؤوس الجبال ولا يهتدي بعد ذلك لخالقها ويقول هذا من صنع الطبيعة , هذا والله هو الكبر والاستعلاء والجحود والتنكر لخالق السموات والأرض , فالذي لم تدله هذه الآيات المبصرة على ربه فلن يهتدي إذا أبدا .

إن المخلوقات المحيطة بنا كثيرة جدا ويمكن التأمل فيها من قريب ولذلك ضرب الله لنا مثلا في حيوان قريبا جدا من بيئة العرب وله مكانة ومحبه أكثر من غيره من الأنعام , ولم يضربه لنا مثلا لتفرده على معجزات أكثر من غيره , بل الأنعام كلها آيات معجزة ولكن للتقريب للنفس العربية أختار الله الإبل لتكون مثلا يستحق التدبر والتأمل , يقول الله تعالى (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ) الغاشية (17) , فهذا الحيوان ملك قلوب العرب وخاصة البادية منهم فهم يتباهون بتملك الإبل وتربيتها ويتغنون في أشعارهم بحبها ويجعلونها مهرا لبناتهم وفدية لفكاك أسيرهم وقتيلهم وركابا لسفرهم ونقل متاعهم ولحما وفيرا لإكرام ضيفهم وصوفا لأثاثهم وثيابهم ولبنا صافيا لشرابهم , وقد روى أبو نعيم في " صفة الجنة " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والفردوس أعلاها سموا ، وأوسعها محلا ، وفيها تفجر أنهار الجنة ، وعليها يوضع العرش يوم القيامة " . فقام إليه رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني حبب إلي الخيل ، فهل في الجنة خيل ؟ قال : " إي والذي نفسي بيده ، إن في الجنة لخيلا ، وإبلا هفافة ، تزف بين خلال ورق الجنة ، يتزاورون عليها حيث شاءوا " ..

فانظر للمنافع المجتمعة في هذا الحيوان العجيب , فقلما تجتمع في حيوان واحد كل هذه المزايا , فأراد الله منهم أن يتفكروا في خلق هذا الحيوان , فكأن الله يذكرهم ويضرب لهم الأمثال ويقول لهم فكما تحبون الإبل وتجعلون لها مكانة عندكم فاعبدوا خالق هذه الإبل الذي رزقكم إياها.

فيديو كلمتين و بس - سبحان الله العظيم للشيخ علي قاسم 
إضغط على زرsubscribe لتشترك 
فى قناتنا لترى ويصلك كل جديد بإذن الله



أتمنى أن تستفيدوا من فقرة اليوم و إن شاء الله في انتظار أراء جميع أخواني الأحباب






Sharing Widget byBloggerAdsenSeO

هناك تعليقان (2):